هواجس البعض في رومانيا من عودة "الدردري" مع مؤسسته إلى "أحضان الوطن"
والقناة الإعلامية للبنت السورية "ترحب" بأية مصالحة
الموقع الرسمي لمؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية - قسم شؤون الجالية العربية السورية في رومانيا 2014/11/11
##################################
بدأت في رومانيا ترتسم ملامح المصالحة بين بعض أطراف المعارضة والدولة السورية .. فبعد إنفصال بين الطرفين دام لسنوات، تم التوصل إلى أنه لا حل للأزمة السورية إلا بالحوار والمسار السياسي
لم يكن قرار المعارض السوري القيادي عبد الرحمن دردري، ابو يحيى "رئيس النادي الثقافي السوري الروماني" بالعودة إلى "حضن الوطن" مع مؤسسته أمراً غريباً بالنسبة لنا، فمؤسستنا ذكرت في إحدى المقالات منذ حوالي عامين ان مصلحة "الدردري" ليست في صف من يسمون أنفسهم "بالثورة"
فعلياً و واقعياً .. لا يمكن لنا ان ان نقول بأن الدردري قد عاد إلى حضن الوطن، فالرجل لم يذهب إلى حضن آخر .. ولكنه وككل الذين تأثروا بالأحداث في سوريا إنجرف مع إحدى هذه التيارات المعارضة
إلا انه لم يكن "مؤذياً" بمعنى الكلمة لأبناء جاليته كما هو حال آخرين من المعارضة السورية في رومانيا
وبالرغم من ان الدردري اعلن انشقاقه مع مؤسسته في تلك الفترة أوائل عام 2012، إلا ان مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية نظرت إلى واقع الأمر بأنه "مؤقت ولن يدوم كثيراً" .. كون ثقافة وتربية عبد الرحمن لا تسمح له بالتخلي عن "الأصدقاء والإخوة" الذين تقاسم معهم في رومانيا الحلوة والمرة، كما يقال.
الجدير بالذكر أنه في العام 2013 ، وجهت مؤسستنا دعوة إلى "الدردري" بالتدخل لإنهاء الإقتتال بين السوريين في رومانيا، وذالك كونه رجل ذو صلاحيات ونفوذ ويحوز على مكانة خاصة في الجالية، حيث وصفته آنذاك بأنه من "وجهاء هذه الجالية"
وجاء في تلك الفقرة المقتبسة من مقال يدعو السوريين في رومانيا إلى نبذ الأحقاد والفتن:
"إننا نتوجه إلى المعارض السوري القيادي السيد عبد الرحمن دردري، بأن يمد يد العون والمساعدة لإيقاف الإقتتال والصراع بين السوريين في رومانيا، وأن يدعو السوريين إلى نبذ الفتنة كونه من وجهاء جاليتنا وكلمته مسموعة .. وأن لا ينسى الخبز والملح الذينا كانا يجمعان كل هؤلاء السوريين"
ويشار إلى ان السيد عبد الرحمن إبن زكريا دردري هو من مواليد مدينة حماة 1958
وهو حائز على إجازة في الهندسة المعمارية، ولديه إلمام كبير بالفن والموسيقا ويتقن العزف بشكل إحترافي على آلة العود، كما يحب القراءة والمطالعة، وقد حصل على الجنسية الرومانية عام 1995
من هي مؤسسة النادي الثقافي السوري الروماني التي يقودها عبد الرحمن دردري ؟
###################################
هي مؤسسة أهلية غير ربحية وغير سياسية تأسست عام 2008، حيث يمثل النادي أعضائه المنتسبين اليه فقط، وهو يهدف إلى تنشيط العمل الثقافي والمشاركة في برنامج حوار الحضارات
كما يعمل النادي على التقارب والاندماج مع المجتمع الروماني عبر إظهار أفضل ما في الثقافتين العربية والرومانية، وعبر تنشيط العمل الثقافي والفني والاجتماعي وربط المغترب السوري بثقافة وانتمائه وتراثه بشكل صحيح
النادي الثقافي السوري الروماني هو مؤسسة فاعلة في الجالية العربية السورية برومانيا، ويقوم النادي بنشاطات ثقافية وفنية واجتماعية لتحقيق أهدافه ومن ضمنها دعم العمل الثقافي بكافة أشكاله، مثل:
إصدار كتب – تراجم – صحيفة – موقع الكرتوني – إقامة ندوات – الدعوة إلى مؤتمرات – تنظيم معارض رسم ونحت – حفلات فنية – دروات تعليم اللغة العربية والرومانية – تعليم الخياطة والتطريز – حفلات فنية – تعليم الموسيقى الشرقية – مباريات رياضية وتشكيل فرق رياضية – دعم المتفوقين –تقديم منح دراسية – الخ
ويشترط في أعضاء مجلس الإدارة الكفاءة والنشاط والإبداع في عمل ثقافي أو اجتماعي أو فني وان يكون من حملة الجنسية السورية والرومانية أو مقيم إقامة دائمة في رومانيا ، ويمكن قبول حملة الجنسيات الأخرى كأعضاء فخريين في النادي
ويشار إلى ان عدد السوريين في رومانيا يقارب ال 12 الف سوري وفق الإحصائيات شبه الرسمية من مؤسسات المجتمع المدني الروماني (مؤسسات الهجرة واللجوء) والتي تعتمد إحصائيات رسمية
وتتوزع خارطة عمل النادي الثقافي السوري الروماني على عدة لجان وهي: اللجنة الإعلامية - اللجنة الثقافية - اللجنة المالية - لجنة العلاقات العامة - اللجنة الإدارية والتنظيمية
ويشار إلى ان اللجان مستقلة بشكل تام وتنفذ خطة العمل المتفق عليها مع مجلس الإدارة وفق رؤيتها الخاصة، ويوضع تحت تصرف اللجان كافة الوسائل والمستلزمات والعلاقات الكفيلة بنجاح الخطة المتفق عليها مع المجلس
هواجس البعض في رومانيا من عودة "الدردري" مع مؤسسته إلى "أحضان الوطن"
###################################
لم يلقى نبأ عودة عبد الرحمن دردري "ابو يحيى" إلى ما كان عليه مسبقاً بين ابناء جاليته كثيراً من الترحيب، من قبل "بعض" الشخصيات المعارضة والمؤيدة على حد سواء
ولا سيما "المرتزقة من الطرفين" وزمر الفساد والإقتتال على المناصب، الذين لا مصلحة لهم في اية عملية مصالحة من شأنها إنهاء الأزمة السورية
وهو امر طبيعي فيما لو درسنا واقع الأزمة السورية من منظور عام، حيث ان إنتهاء الأزمة بالنسبة لهؤلاء يعني موتهم وإنتهاء عهد هيمنتهم وفسادهم وإستغلالهم للآخرين
فالجالية السورية في رومانيا هي كغيرها من الجاليات السورية في المغتربات التي تعاني من وجود "بعض الأشواك بين الزهور"، .. أما خصوم "ابو يحيى" فهم كثيرون، منذ تأسيس النادي عام 2008، وذالك بسبب النجاح الذي حققه النادي
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية ترى أن الرجل أمامه طريق صعب وطويل ممتلىء بالحفر والعثرات ..
فعودته بهذه الصورة قلبت الموازين في الجالية، وقد تفتح الطريق امام مصالحة كبرى تعود بالجالية إلى حياتها الطبيعية التي كانت عليه في اوساط المجتمع الروماني، الأمر الذي لا يتمناه "البعض"
الحقيقة هي ان الجميع تعب وسئم هذه الحالة من التفكك سواء كانوا هؤلاء من "المعارضين" أو "المؤيدين" ..
فاربعة سنوات من الإقتتال في سوريا لم تجلب إلا الخراب والمعاناة للبلاد، اما في المغتربات فقد تضررت اعمال السوريين وتأثرت العلاقات الإجتماعية بينهم بالأحقاد والنزاعات .. وكل ذالك دون جدوى أو فائدة
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية لـ "ابو يحيى": خطوتكم شجاعة وجريئة ونحن جاهزون لدعمكم إعلامياً
###################################
في إتصال هاتفي اجراه مندوب العلاقات العامة في مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية مع السيد عبد الرحمن دردري، أعربت المؤسسة عن ترحيبها بالقرار الصائب والشجاع الذي إتخذه السيد عبد الرحمن، وإعتبرته المؤسسة قمة في الأخلاق والوطنية
كما اعربت المؤسسة عن تقديم دعمها الإعلامي لأي مؤتمر حواري أو مصالحة وطنية من شأنها إعادة السلام والتآخي بين السوريين إلى ربوع الجالية السورية في رومانيا
حيث قالت المؤسسة على لسان مدير العلاقات العامة لأبو يحيى:
"خطوتكم شجاعة وجريئة ونحن جاهزون لدعمكم إعلامياً، نحن كلنا إخوة في هذا الوطن وإن إختلفنا فعلينا ان نتحاور وان نحكم لغة العقل .. سيشهد التاريخ بأنكم اول من فتح القفص لحمامات السلام في رومانيا"
بدوره اعرب "ابو يحيى" عن سعادته لموقف مؤسستنا، مؤكداً بأننا جميعاً قد أخطأنا وعلينا ان لا نستمر بالخطأ وأن نحقن ما تبقى من دماء ابناء شعبنا وأن نحافظ على وطننا الجميل الذي لا ذنب له في كل ما جرى على الأرض
وقال: "انا لا اميز بين معارض أو مؤيد أو موظف في السفارة .. كلكم إخوتي وابناء بلدي ودماؤنا واحدة، فإن كنا قد أخطأنا بحق بعضنا في سهوة من الزمن، علينا ان نستدرك انفسنا وان لا ننسى كيف كنا نجتمع في النادي ونقضي اجمل الأوقات معاً .."
وأضاف .. "مؤسستكم معتدلة وصادقة واجمل ما فيها انها تسعى دائماً لإحلال السلام والمحبة بين السوريين ولا تتوانى عن قول كلمة الحق والدفاع عن المظلومين .. وأنا اشكر كل إنسان سوري يسعى لنشر كلمة السواء والمحبة بين ابناء سورية الحبيبة"
وختم بالقول .. "اتمنى ان نبدأ جميعاً صفحة جديدة، لا مكان فيها للطائفية والأحقاد والشتائم والتفرقة، وان نتباحث في كيفة إعادة الإعمار وتصفية القلوب من الشوائب التي خلفتها هذه المرحلة المؤلمة، وان نعيد إلى جاليتنا القها وسمعتها امام الشعب الروماني الشقيق"
الموقع الرسمي لمؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم شؤون الجالية العربية السورية في رومانيا 2014/11/11