شروط مجحفة لعمل الصحفيين في مناطق داعش !
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
إعداد فريق قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2014/10/26
##################################
تحولت المناطق التي تسيطر عليها جماعة "داعش" الارهابية إلى أماكن خطرة بالنسبة للصحافيين والإعلاميين الذين قتل الكثير منهم خلال الفترة الماضية، فضلاً عن ان "داعش" فرضت قيوداً مشددة على العمل الإعلامي دفعت الكثيرين إلى الهروب من المناطق التي تسيطر عليها في سوريا والعراق
جاء ذلك في مقال للكاتب محمد عايش نشره موقع "القدس العربي" قال فيه إن "سلطات" داعش جمعت عدداً من الصحافيين في دير الزور مؤخراً وأبلغتهم بالقواعد التي تحكم عملهم، كما طلبت منهم التوقيع على هذه الشروط والعمل ضمنها، فيما اعتبر غالبية الصحافيين ان القواعد الجديدة المطلوب منهم مراعاتها في مناطق داعش تمثل انتهاكاً للحريات الإعلامية ولقدرتهم على تغطية ما يجري من أحداث في هذه المناطق
شروط مشددة
##################################
وبحسب الشروط التي تداولها العديد من الصحافيين على الانترنت فإن على الصحافيين الراغبين في العمل في مناطق داعش مبايعة "الخليفة" أبو بكر البغدادي أولاً وقبل كل شيء، ومن ثم الالتزام بمقاطعة القنوات التلفزيونية المدرجة على "القائمة السوداء".
كما تنص الشروط على ضرورة الخضوع للمكاتب الإعلامية التابعة لجماعة داعش والالتزام بعدم بث أي مواد مرئية أو مسموعة أو مكتوبة إلا بعد الحصول على الموافقة من أي من المكاتب الإعلامية التابعة لداعش والمنتشرة في الأراضي التي تسيطر عليها الجماعة
وقيدت الجماعة عملية التقاط الصور وتصوير الفيديوهات ووضع شروط خاصة لها، كما حظرت على الصحافيين ان تكون لهم حسابات أو صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر"، وحظر أيضاً القيام بنشر صور وفيديوهات عبر هذه الشبكات على الانترنت، والالتزام بارسال المواد الفلمية التي تحصل على موافقة إلى المؤسسات الإعلامية التي يعمل هؤلاء لحسابها، شريطة ان لا تكون مؤسسة أو فضائية مدرجة على "القائمة السوداء" لداعش
وقال صحافيون ان "داعش" لم يمنعهم من استخدام شبكات التواصل الاجتماعي والمدونات، إنما طلب فقط ان يكون لدى "المكتب الإعلامي" لداعش عناوين وأسماء هذه الحسابات والصفحات
كما اشترطت الجماعة الحصول على رخصة لممارسة العمل الصحافي، ومن أجل الحصول على هذه الرخصة فينبغي ان يتقدم الشخص بطلب إلى "المكتب الإعلامي" الذي يتولى مهمة منح الرخص للصحافيين
التطبيق بصرامة
##################################
وبينما تستحوذ مناطق داعش على اهتمام إعلامي كبير من مختلف أنحاء العالم، وتتسابق وسائل الاعلام على اختلاف توجهاتها من أجل الوصول إلى أي مادة إعلامية من داخل هذه المناطق فإن عناصر داعش يبدو انهم بدأوا في تنفيذ القواعد التي أصدروها بكل صرامة وحزم
وتداول النشطاء في سوريا صورة لشخص تم إعدامه وصلبه على قارعة الطريق لأنه قام بتصوير مواقع لجماعة داعش دون الحصول على إذن رسمي بذلك
وقال "المرصد السوري" المعارض ان عناصر من داعش قاموا بإعدام شاب رمياً بالرصاص في مدينة الباب شمال سوريا بتهمة تصوير مقراته السرية، وأضاف انهم قاموا بصلب الشاب المقتول لمدة ثلاثة أيام
وأضاف "المرصد" أن شاباً ملتحياً ووجهه مدمى كان معلقاً على عارضة معدنية، علقت معه لافتة كتب عليها بخط اليد: "عبدالله البوشي، الجرم: تصوير مقرات الدولة مقابل مبلغ 500 تركي لكل فيديو"
وقال العديد من النشطاء ان البوشي ربما كان يعمل مراسلاً صحافياً أو مصوراً لإحدى وكالات الأنباء أو وسائل الإعلام في تركيا ويتقاضى نظير عمله المبلغ المالي المشار إليه، خاصة وان المبلغ 500 ليرة تركي، أي نحو 250 دولاراً فقط
وأثارت واقعة الإعدام والصلب حفيظة الكثير من الصحافيين العاملين في مناطق داعش بسبب ان النظم التي أعلنها والقيود التي فرضها على العمل الصحافي لم تتضمن أي توضيح بشأن العقوبات على المخالفين، وهو ما يعني ان الصحافي يمكن ان تصبح حياته مهددة في حال رأى عناصر داعش انه يخالف الأنظمة والتعليمات، أو انه يعمل بدون ترخيص من "المكتب الإعلامي" التابع للجماعة
سوريا والعراق.. الأكثر خطراً
##################################
وكانت لجنة حماية الصحافيين التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، أصدرت في اليوم الأخير من عام 2013 تقريرها السنوي بشأن الحريات الإعلامية ليتبين ان سوريا والعراق هما الأكثر خطراً على الصحافيين في العالم، حيث تزايدت عمليات الاستهداف والقتل ضدهم، وتبين ان ثلثي عمليات القتل التي استهدفت إعلاميين في عام 2013 وقعت في منطقة الشرق الأوسط
وقالت اللجنة ان النزاع الدائر منذ فترة طويلة في سوريا حصد حياة ما لا يقل عن 29 صحافياً خلال عام 2013، مما يرفع عدد الصحافيين الذين قتلوا خلال تغطيتهم للأحداث هناك إلى 63. وكان من بين هؤلاء الضحايا الصحافية يارا عباس، مراسلة قناة "الإخبــــارية" السورية، حيث قُتلت لدى تعرض سيارة طاقم القناة لنيران قناصة في مدينة القصير
ويقول التقرير انه رغم هذا العدد الهائل من القتلى في سوريا إلا ان ذلك لا يروي قصة الخطر على الصحافيين بأكملها، فبالإضافة إلى القتل، شهد هذا البلد اختطاف عدد غير مسبوق من الصحافيين خلال العام الماضي، فقد اختُطف نحو 60 صحافياً على الأقل لمدة وجيزة خلال السنة، حسبما توصلت إليه أبحاث لجنة حماية الصحافيين
أما في العراق فقد قُتل ما لا يقل عن عشرة صحافيين بسبب عملهم، استُهدف تسعة منهم بالقتل، وقضوا نحبهم جميعاً في الربع الأخير من العام 2013. فقد فتح مسلحون مجهولون النار على المصور محمد غانم والمراسل محمد كريم البدراني من قناة "الشرقية" التلفزيونية بعد انتهائهما من تصوير تقرير عن الاستعدادات لعيد الأضحى في مدينة الموصل في أكتوبر/ تشرين الأول 2013
وانتهى تقرير اللجنة الدولية إلى ان سوريا تتصدر قائمة الدول الأخطر بالنسبة للصحافيين، فيما حلت كل من العراق ومصر محل باكستان والصومال، كثاني وثالث أخطر بلدين على حياة الصحافيين بعد ان تصاعدت وتيرة القتل والاستهداف والتضييق على الحريات فيهما
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2014/10/26