كوباني والتحالف الأمريكي التركي "الداعشي"
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
إعداد فريق قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2014/10/07
##################################
مرّ اكثر من عشرين يوما ومدينة كوباني الكردية في شمال سوريا ، تقاتل لوحدها الغزو "الداعشي" ، رغم كل الضجة التي اثيرت حول التحالف الدولي ضد هذا التنظيم التكفيري الارهابي ، والغارات الجوية "المكثفة" و "الدقيقة" و "الذكية" التي شنتها وتشنها عشرات الطائرات من دول التحالف ضد مواقعه في سوريا ، الى جانب صيحات التهديد التي اطلقتها تركيا ضد "داعش" و التحرك الاستعراضي لقطعات من الجيش التركي قبالة مدينة كوباني
الحصار "الداعشي " المفروض على مدينة كوباني او عين العرب ، من جهاتها الشرقية والغربية والجنوبية ، والقصف المدفعي والصاروخي التي تتعرض له المدينة يوميا من قبل مسلحي "داعش" المدججين بالاسلحة الثقيلة ، اثار العديد من الاسئلة حول حقيقة الموقف التركي من تنظيم "داعش" وجدية التحالف الدولي في القضاء عليه
الكثير من المراقبين يرون ان من حق الاكراد السوريين ان يشككوا بجدية التحالف الدولي ضد "داعش" ، و كذلك ان يتهموا الاتراك بانهم متواطئون مع "داعش" في حربها ضدهم وخاصة في هجومها على كوباني ، مستندين بذلك الى عدد كبير من الحقائق على الارض لا يمكن انكارها ، ومنها :
1- تزامن الهجوم "الداعشي" الواسع على كوباني مع هجوم طائرات التحالف الدولي ضد مواقع تنظيم "داعش" في سوريا والتي كانت تهدف الى اضعاف وشل قدراته !!.
2-لم تتعرض دبابات ومدفعية "داعش" التي تنتشر ومنذ اسابيع في ارض مفتوحة حول مدينة كوباني ، لاي تهديد جدي من قبل طائرات التحالف الدولي!!.
3-عدم ارسال اسلحة او معدات او ذخيرة او مساعدات الى المحاصرين في كوباني من قبل قوات التحالف.
4-اغلاق تركيا المنفذ الوحيد لمدينة كوباني وهو الجهة الشمالية ، وبذلك تكون انقرة قد اكملت الحصار المفروض على المدينة من جميع الجهات.
5-سحب تركيا لجنودها من المناطق المحاذية لمدينة كوباني ونقلهم الى مناطق امنة.
6- منع وصول اية مساعدات عسكرية من قبل تركيا الى المقاتلين الاكراد داخل كوباني.
7-منع دخول متطوعين اكراد اتراك الى مدينة كوباني من قبل تركيا لمساعدة المحاصرين فيها.
هذه الاسباب وغيرها هي التي دعت الزعيم الكردي المعتقل عبدالله اوجلان الى تهديد السلطات التركية من ان عملية السلام بين الاكراد وتركيا ستنتهي مع سقوط كوباني بيد "داعش"، وهو موقف يكشف تورط تركي فيما يجري في المناطق الكردية في سوريا ، وهو ما اكده نائب الرئيس الامريكي جو بايدن لاحقا عندما اتهم تركيا والسعودية وحلفاء واشنطن بانهم من سلحوا ودعموا ومولوا "داعش"
يبدو ان اسقاط الدولة في سوريا مازال يشكل هدفا رئيسيا لدى القيادة التركية، ومن اجل تحقيق هذا الهدف ، ترى هذه القيادة ، انه لابد من تمهيد الارضية لذلك ، وفي مقدمة هذه التمهيدات اقامة منطقة عازلة داخل الاراضي السورية
ولكن اقامة مثل هذه المنطقة لا تأتي من فراغ ، ولابد من وجود سبب مقنع لفرضها ، فكان هذا السبب ، من وجهة نظر تركيا ، وقوع مجزرة رهيبة ضد الاكراد ترتكبها "داعش" ، عندها فقط يمكن ان تصبح فكرة اقامة مثل هذه المنطقة مقبولة
وبهذا يمكن فهم الموقف المتذبذب والمتراخي وحتى المتواطىء لتركيا ازاء ما يجري في كوباني ، وقد راينا كيف حاولت السلطات التركية في بداية الهجوم على كوباني منع اللاجئين الاكراد الفارين من المدينة من دخول اراضيها ، ليكونوا في حال سقوط كوباني فريسة ل"داعش"
عندها ستكون قد ضربت عصفورين بحجر واحد ، الاول القضاء على حكم الادارة الذاتية للاكراد في المناطق الكردية السورية والتي كانت تقلق تركيا كثيرا ، والثاني اقناع بعض حلفاء تركيا من غير المقتنعين باقامة منطقة عازلة.
ان كوباني ستتحول الى "فضيحة" مدوية لتركيا وللتحالف الدولي في حال سقوطها بقبضة "داعش" ، فحينها لن يقلل اعتراف بايدن من ان تركيا وحلفاء واشنطن هم من سلحوا "داعش" ، من مسؤولية ودور امريكا ازاء ما ستقع من ماساة ، ولا اعتذار بايدن لاردوغان عن اتهاماته تلك ، يمكن ان يقلل من مسؤولية ودور تركيا فيما سيجري ، فالتاريخ سيحكم على امريكا وتركيا بذات الحكم الذي سيحكم به على "داعش"
مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
قسم الأخبار في الموقع الرسمي 2014/10/07