الموقع الرسمي لمؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية - نهضة المقاومة النسائية السورية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الموقع الرسمي لمؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية - نهضة المقاومة النسائية السورية

الصفحة الرسمية للمؤسسة على الفيسبوك www.facebook.com/syrianatv


    رقيب سابق في الأمن العسكري يروي قصة 360 يوماً قضاها في سجن صيدنايا العسكري - تقرير من إعداد الموقع الرسمي لمؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية، مبني على شهادة حقيقية لأحد المعتقلين السابقين

    SYRIANA
    SYRIANA
    ضباط قادة أركان حرب - عقيد ركن
    ضباط قادة أركان حرب - عقيد ركن


    عدد المساهمات : 13616
    تاريخ التسجيل : 17/03/2010
    الموقع : https://www.facebook.com/syrianatv

    رقيب سابق في الأمن العسكري يروي قصة 360 يوماً قضاها في سجن صيدنايا العسكري - تقرير من إعداد الموقع الرسمي لمؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية، مبني على شهادة حقيقية لأحد المعتقلين السابقين Empty رقيب سابق في الأمن العسكري يروي قصة 360 يوماً قضاها في سجن صيدنايا العسكري - تقرير من إعداد الموقع الرسمي لمؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية، مبني على شهادة حقيقية لأحد المعتقلين السابقين

    مُساهمة  SYRIANA الأحد ديسمبر 10, 2017 7:23 pm



    رقيب سابق في الأمن العسكري يروي قصة 360 يوماً قضاها في سجن صيدنايا العسكري
    تقرير من إعداد الموقع الرسمي لمؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية، مبني على شهادة حقيقية لأحد المعتقلين السابقين

    رقيب سابق في الأمن العسكري يروي قصة 360 يوماً قضاها في سجن صيدنايا العسكري - تقرير من إعداد الموقع الرسمي لمؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية، مبني على شهادة حقيقية لأحد المعتقلين السابقين 55rtpt


    مقدمة الموضوع
    ###########
    لا يزال سجن صيدنايا العسكري من بين أكثر السجون السورية إثارةً للرعب، وذالك من خلال الشائعات الكثيرة التي تحكى عن هذا السجن على انه مسلخة بشرية تنتهك فيها حقوق الإنسان وتمارس ابشع انواع الجرائم البشرية من قتل وتعذيب بحق المساجين، فهل هذا صحيح؟ وما مدى دقة مختلف التقارير التي روجت لها القنوات الفضائية التي تعادي الدولة السورية؟

    من خلال منشوراتنا على صفحتنا الرسمية في الفيسبوك والتي تطالب دائماً بتغير السياسة العقابية في سوريا من سياسة عقابية أمنية متشددة إلى سياسة عقابية تربوية وتوجيهية متحضرة تحترم وتراعي حقوق الإنسان، تطوع أحد أصدقائنا وهو سجين سابق في سجن صيدنايا لأن يوضح لنا الحقيقة كما هي دون الإنحياز لطرف أو آخر، نظراً لحاجتنا الماسة لتسليط الضوء على واحد من أكثر السجون السورية غموضاً وتحجباً عن عدسات الإعلام.

    لم نكن يوماً نتوقع بأن الصديق "الياس" كان سجيناً سابقاً في صيدنايا، ولأنه يتمتع بمصداقية عالية لدينا دفعنا الفضول لمعرفة التفاصيل عن هذا السجن، وذالك لإضاح الصورة وضحض كل الشائعات المغرضة التي تلف بهذا الموضوع.


    من هو شاهد موضوعنا "الرقيب ألياس" ؟ ولماذا تم إعتقاله؟
    ################################
    الياس هو شاب سوري مسيحي في الثلاثينات من عمره من إحدى بلدات منطقة وادي العيون في ريف حماة ذات الأغلبية المسيحية، مغترب حالياً في السويد ويعمل هناك لإعاله أسرته في سوريا، تم إعتقاله وسجنه في سجن صيدنايا عام 2008 قبل إندلاع حادثة العصيان الشهيرة في السجن بأشهر قليلة، حيث تعتبر شهادته هامة جداً كونه عاصر وضع السجن قبل الأحداث السورية كما انه كان شاهداً على العصيان المذكور والذي اثار ضجة كبيرة في الأوساط الإعلامية.

    كان الصديق الياس آنذاك يؤدي خدمة العلم كرقيب في المخابرات العسكرية "الأمن العسكري" وكان بحوزته مسدس براونينغ 9\14 كان قد إستلمه من الفرع الذي كان يخدم فيه، وفي إحدى المرات تشاجر الياس مع مجموعة من "الزعران" في إحدى أحياء ريف دمشق بعد أن إعترض هؤلاء طريقه، ما أضطره لإستخدام السلاح وإطلاق النار بالهواء، الأمر الذي تسبب لاحقاً بإعتقاله وتحويله للقضاء العسكري.

    --------------------------------------------------




    السؤال الأول: شكرا لك لأنك أردت أن تكون شاهد حق على موضوع في بالغ الأهمية
    أخبرنا أولاً كيف تم إعتقالك وكيف وصلت للسجن؟
    --------------------------------------------------
    أهلا بكم .. يسعدني ان أكون شاهد حق في موضوع سجن صيدنايا، وأقسم لكم بالسيدة العذراء مريم، أن أكون نزيهاً في شهادتي وأن لا أقول سوى الحق، كما اشكر مؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية على إهتمامها بالمواضيع الوطنية المختلفة وإيصال صوت الناس والدفاع عن الحق وإعلاء صوته، وبالمناسبة انا اخدت برائة بعد قضائي عاماً كاملاً في السجن ورفعت دعوى رد اعتبار وكسبتها، وعدت إلى الفرع حتى أن تسرحت، وسمعتي نظيفة والحمد لله.

    سيدتي الكريمة، دعيني أوضح لك أولاً ما هي آلية الإعتقال ... يتم توقيف العسكري الذي إرتكب الجرم او السرقة او ايا شيء يسيئ للجيش او الشرطة أو الأمن، مثل سرقة سلاح او طعام الجيش او التعدي على الرتب العسكرية بالضرب او التشهير أو الفرار .. الخ، حيث تقوم الشرطة العسكرية او اي فرع للشرطة العسكرية بالقرب من مكان الواقعة بإلقاء القبض على المشتبه او المجرم
    وتحويله بعدها ليتم التحقيق معه كلامياً الى الشرطة العسكرية بالقابون كما كان حالي.

    بعدها يتم تحويل اقواله الى القضاء العسكري في دمشق ومن ثم يتم التحقيق معه من قبل قاضي الفرد العسكري، وبعدها وحسب الجرم المنسوب اليه وبحسب اقواله يتم تحويله الى سجن عسكري حيث يكون تحت ذمة التحقيق والمحاكمة، وفي حالتي تم تحويلي إلى سجن صيدنايا العسكري، وللأمانة لم يحصل معي شيء سيء داخل السجن من قبل العناصر أو الضباط، بإستثناء إصابة في قدمي سأتحدث عنها لاحقاً، وهنا اريد الإشارة إلى نقطة هامة جداً أن أغلب المشاكل داخل السجن تحدث بين السجناء انفسهم.



    السؤال الثاني: أحكي لنا قليلاً عن سجن صيدنايا، ما هي أقسامه وكيف هي بيئته؟
    وهل صحيح أن السجناء لهم ارقام ولا يجوز لهم الإفصاح عن إسمهم الحقيقي؟
    --------------------------------------------------
    سؤال جيد .. المعروف عن سجن صيدنايا أنه سجن امني بحت، وهو سجن عسكري لمنطقة دمشق والمنطقة الجنوبية في سوريا، لا يوجد ارقام للسجناء ينادون بها وأنما مسطلحات، فعلى سبيل المثال: السجين السياسي ينادى بـ "النزيل فلان"، والسجين الأمني كما هو حال الإسلاميين والمتطرفين ينادى عليه بـ "السجين الأمني فلان"، أما السجين العسكري (كما كان حالي) ينادى عليه بـ "السجين القضائي" ... كانو ينادون لي بالسجين القضائي الياس.

    سجن صيدنايا عبارة عن 3 طوابق تلتقي كلها في مركز يدعى "المسدس" الاول هو للسجناء القضائيين أي العسكريين، والطابق التاني والثالث للأمنيين (المتطرفين) وهناك اجنحة خاصة يوجد فيها مسؤلين مساجين أو أشخاص لهم وضع خاص مثل نمير الاسد الذي قام بعملية سطو مسلح على شركة الهرم في حي الحجاز بدمشق، كما يوجد ضباط معتقلين وعلى فكرة جرائمهم كبيرة.

    الطابق الاول هو عبارة عن اربع اجنحة للسجناء العساكر وجناح للضباط، وشكل الطابق على شكل مسدس يتألف من جناح (أ يمين) وجناح (أ يسار)، وجناح (ب يمين) وجناح (ب يسار) إضافة إلى جناح للضباط المساجين، أما ما تبقى هي في الحقيقة مكاتب الضباط وغرف للعساكر المسؤلين عن امن السجن، أما الجناح فيتألف من 9 غرف والغرفة تسع 30 سجين وهي عبارة عن فرشات للنوم ممدودة بالارض، وعلى فكرة كل ما يراه الناس من تقارير إعلامية معادية عن السجن هي تهويل ومبالغة ولا تمت للواقع بصلة، وأستطيع أن أؤكد لكم أن سجن صيدنايا سجن عادي جداً.

    بالنسبة لموضوع الأسماء أود أن أشير إلى انه يمنع على السجين القضائي رؤية السجين الامني وذالك خوفاً على سلامة السجين القضائي ويمنع ذكر الاسماء، وسأقول لكم لاحقاً أهمية هذا الأمر، فلولاه لكنت قد قتلت!



    السؤال الثالث: ربما ينتظر الكثيرون بفارغ الصبر معرفة حقيقة وجود التعذيب والقتل،
    هل يوجد شيء من هذا القبيل وما حجمه؟
    --------------------------------------------------
    بصراحة وصدق ؟ .. يعيش السجناء في سجن صيدنايا روتين يومي بدون اي مضايقات من عناصر السجن بتاتاً، طبعاً يوجد عقوبات وتكون العقوبات بشكل فردي عندما يتم مخالفة القوانين او التعدي من سجين على سجين بالضرب او بالمشادات الكلامية العنصرية او الالفاظ النابية، طبعاً لا يوجد ابدا تشنج بين السجان والسجين، التشنج غالباً ما يصبح بين السجناء والسجان يقوم بمعاقبة المخطئ  بعد التحقيق والاخد بإفادة الشهود ان وجد شهود.

    في سجن صيدنايا يتم اعتماد القانون العسكري على السجناء مثل اي قطعة عسكرية كما أن العقوبات هي عسكرية ايضاً، حيث يتم اعتماد عقوبة "الدولاب او الفلقة" وذالك في الليل لسرعة تنفيذها، وهي عبارة عن ٥ او ١٠ ضربات على ارجل السجين المعتدي على زميله، اما في الصباح او خلال النهار تكون العقوبة عسكرية متل التنظيف او رمي القمامة، او ينقل الى جناح الصخرة الذي يقوم بدوره بتنظيف السجن وتوزيع الطعام على الاجنحة

    للأمانة .. يتم معاملة النزلاء معاملة اخوية من قبل العناصر المتواجدة بالسجن ولكن كل نزيل بحسب جرمه، أذكر انه كان يوجد لدينا جرم كتير مكروه بالنسبة للعناصر وللضباط والنزلاء أيضاً وهو اغتصاب فتاة قاصر او الخيانة وباقي أنواع الجرائم المكروهة، وكما تعلمين فإن مرتكب جريمة أغتصاب فتاة قاصر هو الانسان الوحيد يلي يتعرض للذل بالسجن من قبل السجناء ومن قبل العناصر على حد سواء، وذالك لأن مجتمعنا يرفض ويكره هاذا الشيء بغض النظر عن طوائفنا ومذاهبنا.

    وهناك أيضاً الإنفراديات التي كانت نوعاً من أنواع العقاب، ولكن الانفراديات كانت تستخدم لعقاب الذين يتحرشون جنسيا بغير نزلاء، او من كان يتم القبض عليه وبحوزته حب مخدر، او من كان صاحب مشاكل كبيرة ويقوم بزعزعة الامن بالجناح او السجن، او من كان بيهدد نزيل آخر بالقتل.



    السؤال الرابع: تقول قناة الجزيرة في إحدى تقاريرها عن سجن صيدنايا أنه يتم تجويع المساجين وتعطيشهم
    وأن الطعام عبارة عن ربع رغيف خبز يابس ومتعفن يقدم لكل سجين كل يومين، هل هذا صحيح؟
    --------------------------------------------------
    لا هذا غير صحيح بتاتاً ..الفطور هو عبارة عن خبز وبيض وبطاطا او مربى المشمش حسب البرنامج الاسبوعي، أما وجبة الغداء فتكون عبارة عن رز او برغل وفروج او لحمة وأحياناً خواريف صغيرة يتم سلخها بالسجن، وهناك سجناء تعمل مع العناصر بالطبخ

    حتى أن الخبز نفسه يخبز داخل السجن حيث يوجد فرن صغير، انا نفسي نزلت وعملت فيه لأكثر من مرة... ثم يعودوا ويوزعون بطاطا وبيض وخبز او مربا او ايا شي لأجل وجبة العشاء .. وذالك لأنه بعد الساعة 2  يغلقون بواب الغرف لليوم الثاني الساعة 6 صباحاً، وفي الساعة السادسة من كل صباح يتم ادخال غاز سفري على كل غرفة للشاي او المتة، ويستعمل الغاز بالدور بين نزلاء الغرفة بالاتفاق مع رئيس الغرفة ويتم اخراج الغاز من الغرف بالساعة 2  ضهراً واحياناً  يقوم العنصر المسؤل بترك الغاز بالغرفة بناءً على طلب النزلاء بعد وعودهم له بالالتزام وعدم اختلاق المشاكل فيما بينهم، وهذا هو روتين السجن اليومي بالنسبة للطعام



    السؤال الخامس: كيف كنتم تحصلون على حاجات كنتم بحاجة لها؟
    يعني على سبيل المثال هل يوجد دكان خاص بالسجن لشراء الحاجيات؟
    --------------------------------------------------
    سؤال جيد أيضاً .. في كل يوم خميس من كل اسبوع يقوم النزلاء بتسحيل طلباتهم من خارج السجن متل خضرة وفواكه وكل مستلزمات النضافة والدخان، "عدا الدواء المخدر واليانسون والادوات الحادة" طبعاً على حساب النزيل، يعني على سبيل المثال اذا السجين يشتهي هريسة يتم تسجيل طلبه ويحضرونها له!

    كان هناك مساعد مسؤول عن المشتريات مع مجموعة من العناصر، وللأمانة الاسعار كانت رخيصة اكثر من خارج السجن، يعني كل شي كان جيد بسجن صيدنايا، أما الوساخة أذا اصح التعبير فقد كانت تأتي من السجناء انفسهم حيث كان القوي يريد إلتهام الضعيف

    وأرغب بأن أضيف على ذالك ان لكل سجين كان يحق له جهاز راديو صغير، أما التلفزيون فلم يكن موجوداً .. أحياناً كنا نسجل بالطلبية على جهاز راديو فيحضرونه لنا

    كنا نمارس الرياضة أيضاً حيث كان كل جناحين يمارس سجنائه الرياضة تحت اشراف رقيب مختص بالرياضة، كما يوجد ندوة بساحة الاستراحة وكل جناح لديه نصف ساعة استراحة بالنهار، وفي بالاستراحة كان بإمكاننا أن نشتري السجائر والمشروبات الغازية او المياه ويوجد أيضاً شفرات حلاقة، وبالصيف كانت تباع البوظة أيضاً


    السؤال السادس: هل من موقف ما إنساني تستطيع ان تذكره لنا حصل داخل سجن صيدنايا؟
    --------------------------------------------------
    بالطبع ..  وهنا أود الإشارة إلى أن المساجين بالرغم من انهم معتقلين واغلبهم كانت الظروف هي التي أجبرتهم على إرتكاب اخطاء، وقفوا جنب إلى جنب مع عناصر الامن عندما تعرض السجن للإستعصاء ولم يقف أحداً متفرجاً، لقد كنا يد بيد مع العناصر والثقة كانت متبادلة، وانا واحد من الناس الذين لو لم ينقذني رقيب اول يدعى لؤي لكنت قد قتلت على ايدي الذين نفذوا العصيان وتهجموا على السجن

    هناك عناصر تقوم بمساعدة المساجين داخل السجن بدون اي مقابل، حيث يوجد مساجين لا يزورهم أحد ولا أحد لهم بالأساس أي انهم مقطوعين من شجرة، فتقوم عناصر الأمن في السجن بجمع الأموال لمساعدتهم وهم بالمناسبة من مدن مختلفة كحلب وديرالزور والحسكة ودمشق .. الخ

    أود أن أذكر بالخير أحد الضباط الشرفاء الذي أتحفظ على اسمه وهو الآن قائد للشرطة في إحدى المدن السورية، وضابط آخر لا أعلم اين هو الآن ولكن ما اعرفه انه قد اصبح برتبة لواء، وطبعاً الشهيد الشجاع اللواء طلعت محفوظ قائد سجن صيدنايا رحمه الله، كان إنساناً جيداً وأنا أشهد له ... طبعاً ويوجد ضابط سيء ولكني أفضل أن لا أتذكره



    السؤال السابع: دعنا نتحث عن الناحية الطبية ..
    هل يوجد في السجن طبيب؟ وما هي امكانية الحصول على الدواء، وكيف يتم التعامل مع الحالات الصحية الحرجة؟
    --------------------------------------------------
    نعم يوجد طبيب وهو ضابط عسكري، كما يوجد عيادة طبية ويوجد صيدلية، ولكن الدواء لا يعطى للسجين إلا إذا كان دواءً بسيطاً فيحق له اخذه معه إلى الغرفة، أما إذا كان دواءً خطراً فهو لا يعطى إلا بإشراف الطبيب نفسه سيما الأدوية التي تحتوي على مواد مخدرة، كما يحدد الطبيب للمريض مواعيد زيارة ومعاينة.

    بالنسبة للحالات الصعبة أو المستعصية يقوم نقل المريض إلى المشافي العسكرية، كمشفى تشرين مثلاً، وهناك أشخاص نقلوا إلى المشافي لإجراء لهم عمليات جراحية كانوا بحاجة لها، كما انني استطيع ذكر حالة المساجين الذين تضرروا صحياً بالإستعصاء عام 2008 بالسجن، كلهم نقلوا إلى المشافي لتلقي العلاج بغض النظر عن طبيعة محكوميتهم، من رفض وقتها كانوا السجناء الأمنيين "كالجماعات الإسلامية"



    السؤال الثامن: ما هو الجانب التوجيهي والإصلاحي في السجن، هل يوجد هناك ورشات تعليم مهن وحرف؟
    --------------------------------------------------
    صحيح تماماً والأمر فوق توقعاتك بكثير، حيث انه يوجد ورشات عمل وهناك أناس يعملون! هناك ورشات نجارة وحدادة وخياطة وكهرباء وميكانيك وغيرها، ويحق لكل النزلاء ان يقدمو اسمائهم وأن يزاولوا العمل، طبعاً بالورشات نفسها التي يعمل فيها السجين يكون معه عناصر وصف ضباط يعملون معه ويكون بحوزة السجين ادوات حادة، ومع ذالك لا خوف ولا قلق مطلقاً، فالجميع يتعاملون بثقة ومحبة.

    بالنسبة للمساجين الأمنيين "المتطرفين" كانوا يعملون في الورشات منذ الصباح حتى الساعة 2 ظهراً، وهم أنفسهم من قام بصناعة السيوف والسكاكين في تلك الورشات والتي إستخدموها لاحقاً في العصيان الذي قاموا به، أو الأصح التمرد على السجن.

    أذكر انني تعرفت على شخص آشوري من قرى الخابور في ورشة النجارة يدعى "ج. دنحو" ولكنه خرج من السجن قبلي ولم يلحق أحداث الإستعصاء الدامية التي حدثت في السجن.



    السؤال التاسع: في الحقيقة الكلام معك شيق جداً وكأنه فيلم سينمائي
    ولذالك فإنه لدينا أيضاً سؤالاً نود أن نعثر على إجابه له عنه عندك، وهو موضوع التدفئة، حيث ركزت الكثير من برامج القنوات المغرضة عن السجون السورية أنه كان يوجد نزلاء يموتون بسبب البرد القارص، بل ان أحد هذه التقارير قال أنها كانت من بين وسائل التعذيب، ما ريك بهذا الأمر؟
    --------------------------------------------------
    حسناً ... سأقول لك شيئاً، أنا سجنت في صيدنايا في الشهر الحادي عشر، حيث كان الجو بارداً جداً وانت تعلمين بأن صيدنايا منطقة جبلية باردة جداً ولا سيما في الشتاء، يوجد في السجن تدفئة مركزية وما تقوله تلك البرامج هو عاري عن الصحة، لأن السجين يتسلم عدد من البطانيات تقدمها له إدارة السجن، فضلاً عن انه يستطيع شراء البطانيات من خارج السجن إذا شاء ذالك

    نعم أحياناً تتم معاقبة الجناح لسبب ما فعله السجناء حيث تتم إغلاق التدفئة عن الجناح المفترض، ولكن ذالك لا يؤثر كثيراً لأن الغرف بطبيعتها تكون دافئة



    السؤال العاشر: أخ الياس .. إضراب أو إستعصاء 2008 لطالما هو الموضوع الساخن في تاريخ سجن صيدنايا
    وانت من الناس الذين كانو في الداخل، ما هي قصة هذا الإضراب؟ ماذا حدث بالضبط؟
    --------------------------------------------------
    حسناً سيدتي الكريمة، سأحاول أن أشرح لك وللقارىء تماماً ماذا جرى بما ان الروايات كثيرة ومتضاربة حول هذه القصة في تاريخ سجن صيدنايا، ما حصل بإختصار شديد هو تمرد مسلح وغدر أقدم عليه السجناء الأمنيين "الإسلاميين" على عناصر السجن وعلى السجناء الآخرين

    عاصرت إستعصاء 2008 داخل السجن، كان عددنا كسجناء 2400 سجين أمني و900 سجين قضائي، وقد نفذت بإعجوبة من الموت، حيث تمرد المساجين الأمنيين (المتطرفين) وقاموا باستعصاء قبل مؤتمر القمة الذي حصل بسوريا بيومين !

    ماحصل هو أن السجن أهتز وسمعنا ضجيج عالٍ وشهدنا تلبكاً واضحاً بين عناصر الامن المتواجدين بالسجن، لقد قام السجناء الامنيين بطلب الاسعاف لنزيل بالطابق الثاني، وعندما صعد الرقيب الى الغرفة وفتح الباب لإخراج المريض قامو بالهجوم عليه وضربوه واخذو منهو مفاتيح الجناح وفتحوا جميع الغرف وقامو بالهجوم على العناصر الاخرى، وقامو ايضاً بفتح بقية الاجنحة، فقام العناصر المتواجدين بالطابق الاول بإغلاق الابواب المؤدية من الاعلى الى الاسفل واستطاعو حجز السجناء بالاعلى

    طبعاً استنفرت القوى الامنية وطلبت الدعم من كتيبة الامن المركزي بدمشق وكتيبة المهام الخاصة، وفي تلك الايام كان ع.ش هو قائد كتيبة الامن المركزي، وكان ط.ع هو قائد كتيبة المهام الخاصة حيث حضرت القوى الامنية الى السجن، ولكن إلى أن حضرت القوى الأمنية للسجن، قام مساعد انضباط السجن بطلب المساعدة من السجناء القضائيين وقام بفتح الابواب، وتم اطلاق اسم (اسود سوريا ) على السجناء القضائيين وقد كنت انا من بينهم.

    قمنا بصد هجوم الامنيين (المتطرفين) واستطعنا ارجاعهم للوراء بعد التعرض للإصابات وقد تصاوبت بساقي اليسرى، كان مع المتمردين سيوف وسكاكين كانوا قد قاموا بصنعها في ورشة الحدادة كما اسلفت في شرحي، وكان العدد غير متكافئ حيث كان عددهم 2400 سجين ونحن 900 سجين بالإضافة لعناصر السجن، وبالرغم من ذالك قدرنا أن نصد هجومهم حتى وصول الدعم، كنا حينها يد بيد وقلب واحد مع العناصر والضباط حتى تمكنا من السيطرة على الوضع.

    يعني لتوضيح أكثر، هؤلاء يعتبرون نفسهم ميتين مونهم يجاهدون فما من خسارة بالنسبة لهم اذا قاموا بقتل كذا شخص من الذين يعتبرونهم كفاراً قبل أن يموتوا، وهذا إعتقادهم المريض

    طبعاً قامو بإختيار 3 شخصيات تمثلهم بالمفاوضات مع كل من الشهيد اصف شوكت وأتذكر على ما اعتقد الشهيد حسن تركماني، وكانت طلباتهم هي ان يصدر الرئيس عفو عنهم قبل مؤتمر القمة، وقد تم وعدوهم بذالك  بشرط انو يبقوا عاقلين ويعودوا لأماكنهم متل قبل، أما نحن المساجين القضائيين لم نرضى بهاذا الشيء لاننا دخلنا بمواجهة قوية معهم وأصبح لدينا تخوف منهم لان عددهم اكتر بكثير من عددنا، ولم تكن تلك هي النهاية فقد عملوا إستعصاء آخر لاحقاُ أشد عنفاً وضراوة!



    السؤال الحادي عشر: يعني نفهم أن الإستعصاء الآخر تم بصورة أكثر وحشية؟
    ماذا حصل وكيف هو شكل العمل الجرمي الذي اقدموا عليه؟
    -------------------------------------------------
    في الحقيقة بـ 15-04 تم نقلي من سجن صيدنايا الى سجن عدرا لاني تسرحت تسريح موقت وصرت مدني بحسب القانون، ولاكني كنت اجتمع مع زملائي السابقين عندما كنا نذهب إلى المحكمة وشرحوا لي ما حصل لاحقاً، ففي الشهر الخامس نفذوا الإستعصاء الأقوى، وأصبح القتل على الإسم

    حيث خرجو بأسلحتهم وقامو بقتل العناصر وسجناء من المسيحيين والعلويين والكبار بالسن، كما قاموا بقلع اعينهم بواسطة الأدوات الحادة والأسلحة التي قاموا بصناعتها في ورشات تعليم المهن داخل السجن، و رموا جثثهم من فوق أسطوح السجن

    كان هناك في السجن في معتقل أعرفه يدعى ابو جورج وهو من الحسكة عمره 60 سنة، قاموا بقلع عينه اليمين كما قاموا بقتل كل من يحمل وشم على جسده، أما إخوتنا المساجين من الطائفة العلوية فقد قطعت روسهم ورموا جثثهم من السطح، وبعد 3 ايام استسلمو لانه لم يبقى عندهم طعام وتم نقل المساجين الى البناء الجديد واتخاذ تدابير جديدة متل تعشيق الكهرباء بالجدران والارضية، وقد استلم الأمر وقتها الشهيد البطل طلعت محفوظ مدير السجن رحمه الله.



    السؤال الثاني عشر: أخي الياس لا شك بأنك شاهد على حدث هام تصرفت به ببطولة ووطنية
    ماذا تريد ان تقول كلمة في نهاية المقابلة؟
    -------------------------------------------------
    أولاً أود ان اقول بأنه وبالرغم من كل ما مررت به لم أكره يوماً وطني، بل على العكس أزدت تعلقاً فيه، وأنا هنا في السويد لست هارباً من سوريا بل أعمل لأعيل عائلتي في سوريا.

    أنصح كل سوري في هذه الأزمة أن يبقى متمسكاً بالوطن وأن ينتبه جيداً لكل ما يشاع عن سوريا لأن الحرب الإعلامية كبيرة جداً وهي تهدف لجعل المواطن السوري يحتقر ويكره بلده، ولكن بوجود الشرفاء أمثالكم لا خوف على سمعة الوطن وأبنائه

    أرجوا أن أكون قد أوصلت الفكرة الصحيحة والسليمة عن سجن صيدنايا، وأن شاء الله تنتصر سوريا على الإرهاب ويعود السلام اليها وإلينا جميعاً


    الموقع الرسمي لمؤسسة القناة الإعلامية للبنت السورية
    10-12-2017



      الوقت/التاريخ الآن هو السبت ديسمبر 07, 2024 12:34 pm