إلى المعارضة السورية في رومانيا .. المرسل : كالعادة البنت السورية الدكتورة حنان
####################
أعلم انكم تنتظرون بشغف أية رسالة مني .. وأستوعب تماماً أنكم تقدرون كلامي في كثير من الأحيان ، لذالك .. سأفتتح واحدة من مواضيع الخلاف لديكم وهو موضوع " مدرسة تشرين العربية السورية في بوخارست " أو مدرسة النظام الأسدي كما تسمونها أنتم ...
أستغرب كثيراً لأنكم تتشاجرون وتختلفون وتتنازعون على قضية النصف من المعارضين لديكم .. ، النصف الذي قام بتسجيل أولاده في هذه المدرسة ، وقد أعتبرتم هؤلاء خونة للثورة لمجرد أنهم سجلوا أولادهم في مدرسة تقوم بتدريس المنهاج السوري ...
أنا في الحقيقة أدعوكم لإنهاء الخلاف بينكم حتى ولو كنتم معارضين ، وأدعوكم إلى إحترام حرية الآخرين فأنتم من يدعي الحرية والديمقراطية ، فلما لا تطبقونها على بعضكم البعض ...
إنني أدعوكم كما سبق لي ودعيت كل أبناء الجالية بمختلف توجهاتهم السياسية إلى كبح أي نوع من أنواع الخلاف مهما كان ، مع ضرورة التميز بين علاقاتنا الإجتماعية في بلد أجنبي نحن مغتربون فيه وما بين توجهاتنا السياسية
وأتطلع إلى محاسبة من هم أجدر بالمحاسبة في هذه القضية بالذات عوضاً عن هؤلاء ، إذا لان ولابد من أن تتحاسبوا على امر مثل هذا ..
فمن منكم لا يعرف " أبو العلى الغيثي " أمير الجهاد والمجاهدين في رومانيا ؟ .. كلكم تعرفونه بدون شك ، حسناً ... هل تعلمون أن أبو العلى قد سجل إبنه في هذه المدرسة ؟!! ، وهل تعلمون أنه شريك في المدرسة ذاتها في تيميشوارا ؟ .. إذاً لماذا لا تحاسبون أميركم اليمني عوضاً ان تحاسبوا بعضكم البعض ؟
في الحقيقة أنا حزينة .. حزينة عليكم لأنكم تختلقون المشاكل بينكم ومع غيركم من لا شيء .. وحزينة على 8 شباب من المعارضين لديكم .. الذين أعترف بأنهم صلب هذه المعارضة وقوتها ومن دونهم كل ما تسمى " جالية سورية الحرة في رومانيا " لا تسوى شيئاً !
وهؤلاء الشباب لا يحظون بقطعة الحلوى من الحلوى التي تتقاسمونها أنتم الكبار أحياناً بين بعضكم البعض ... وهذه سرقة ! .. تبيعونهم أحلاماً بمناصب عليا في حال سقوط النظام وفي النهاية حتى لو سقط النظام أو لم يسقط هم لن يستفيدوا شيئاً ..
وما يؤسفني أيضاً أنكم علمتم هؤلاء الشباب الحقد والطائفية ومحاربة أبناء جاليتهم .. وهم في الحقيقة شباب واعيون وناضجون كان بإمكانهم أن يكونوا معارضين شرفاء و وطنيين ، وأن يعارضوا بطريقة حضارية .. وأن يعيشوا مع كافة أبناء جاليتهم وإخوتهم السوريين في رومانيا بغض النظر عن أنهم موالين أو معارضين بمحبة وتآلف
إنني أسألكم بحق ما تؤمنون به .. ، إرحموا هؤلاء الشباب وإرحموا بعضكم بعضاً ، فلو رفع إسم أي واحد منهم على الحدود السورية وأصبح مطلوباً لن تفيدوهم بشيء ... من يتلقى الضربات ليس كالذي يعدها
هؤلاء الشباب كانوا سابقاً إخوة .. تشاجروا مع بعضهم لأجلكم ودفعوا ضريبة أجمل ايام شبابهم لأجلكم ولأجل هذه الثورة التي دمرت سوريا أكثر من أن تعمرها .. تمنعوهم من أن يتكلموا مع أصدقائهم الذين ربيوا معهم وتقولون لهم (هدول شبيحة ما بيصير نحكي معون) وهم من الداخل يحترقون ألماً لما وصلوا اليه
تمنعوهم من الذهاب إلى سفارة وطنهم وتقولون عن كل من يفعل ذالك بأنه خائن وعميل .. وفي الحقيقة هذه السفارة هي ملك لكل السوريين يدخل عليها من يشاء من أبناء هذا الوطن ..
حاولوا أن تكونوا بشراً .. مع بعضكم البعض ومع غيركم ، ولو انني اعلم ان عقلية (الختايرية الكبار) منكم متحجرة وليست كعقلية الشباب مرنة وطرية وقابلة للإستعاب ، ... إنزلوا عن عرش المعارضة وسلموا القيادة للشباب الذي نقدر أن نتحاور معه وأن نعيش معه بسلام .. وأنتم إذهبوا إلى منازلكم وإنتظروا المعاش !
بكل صدق .. د.حنان نورا الحايك
رومانيا 2012/10/08